قصيدة النجاح
مقدمة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فهذه قصيدة لكل موهوب، ومنظومة لكل طموح، تقول له: هيا إلى المجد يا ابن الجد، وأقبل إلى المعالى، واهجر الكرى، وفارق الكسل، واصعد سلم الإبداع، وترق في درج الكمال، واهتف بقلبك : (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً ).
منظومة للناجحين
الحمـــد للـــه الذي ربانــي
وأزال عن قلبي العمـي وهداني
وأغاثني كرماً وثبت حجـــتي
وأنا رهين الذنب والنقصـــان
ثم الصلاة مع السلام لأحمــــد
خير البرايا من نبي الإنســـان
والآل والصحب الكرام ومن سعي
لسبيله من تابعي الإحســــان
هذي قصيدة كل شهم ناجــــح
ذي همة كالـــكواكب النوراني
لأولي العزائم صغتها وحبكتـــها
تهدي لأهل الفضل من إخواني
يا من أراد المجــــد من أطرافه
وسعي إلى الفردوس والرضوان
اسمع هديت نصائحي واعمل بها
واحرص عليها غـــاية الإمكان
اسمع للفظة سابقوا أو سارعوا
جاءت بنص الوحـــي في القرآن
ويقول أحمد : بادروا بل فاغتنم
خمســـا رواه احمــد الشيباني
والمؤمن الشهم القوي أحب من
عبد ضعيف خـائر الأركـــان
احرص على النفع العظيم أتي به
ابن الحسين العــــالم الرباني
وتعوذ المختـــــار من كسل ومن
عجز رواه عندنا الشيخـــان
هذا رســــــــول الله قــــام لربه
فتفطرت لقيامـــه القدمـــان
وهو الذي ضــــحي بكل حياته
من أجل دين الواحــد الديان
بأبي وأمي خير من وطئ الثري
وتهللت لقدومه الثقـــــــلان
اثر الحــصير بجنبه وقميصه
صوف وتحت حزامه حجران
شتموه بل أدموه وهو مصابر
في همــة ما كـــــان بالمتوان
وضعوا السلى والشوك فوق جبينه
بل من أذاهم ضـاق بالأوطان
وتراه في صبر وعزم راسخ
أقوي على الأبصار من ثهلان
حتى حـــــباه الله أعظم نصره
فاق الخليفة إنســـهم والجــان
واذكر أبا بكر وحسن جهـــاده
وثباته في الســــر والإعـلان
يدعي لأبواب الجنان جميعهـــا
من كثرة الأفـضال والإحسان
في الغار صاحبه وفاز بهجره
حتى أتي في الوحي ذكر الثاني
وانظر إلى الفاروق واعرف قدره
في قوة الإخلاص والإيمان
ورســـوخه في العلم بعـــد جهـاده
في كل موقـــعه مع العـــدناني
وعزوفة عن كل معــــرية ولو
جـاءت إليه بزينة الألـــوان
وبكـائه حـــــتى تبلل خـــده
وصمـوده في حومـــة الميدان
والثالث البر الرشيد تحيتي
تسعي بما يشفي في إلى عثمان
هو منفق الأموال ساعة عسرة
متهجـــــداً في الليل بالقــرآن
ولبئر رومة قصــة محفـــوظة
ولـــه ببنتي أحـــمــد نوران
واذكـــر أبا حسن وبجل قــدره
خير الشيوخ وقدوة الشبـــــان
وهو الذي ذبح الطغـــاة بسيفه
في بدر والأحزاب يوم الشـان
إذ بيته كوخ ومفرشه الحصى
مركوبة في عـــمــره نعلان
وأبي في حـــفظ المثــاني آية
ومعاذ ذو عـــــزم بغير توان
وأبو هريرة جد في طلب العلى
والجوع يصرعه على الجدران
في الحفظ أصبح آية معلومـــة
لا تعتــريه بوادر النسيـــان
أما ابن عباس فاخبر أنه
بلغ المدى في الصبر والإمعان
بل كان ينتظر الصحابة في الضحى
والشمس تصهره بحر دان
من اجل نيل العلم حــــتى حــازه
لســــفــينة الآثار كـالربان
حي العبادلة الكرام وجهـــدهم
في ضبط آثــار وفهم قــران
للعلم سافـــر جــــابر من طيبة
شهراً لمصر بهمة الشجعــــان
وابن المسيب للحديث محصل
يـبـــــقي ثلاثاً ليس بالوسنان
ولمالك صبــــــر الرجال لنيله
أعلى المراتب عند أهل الشـان
ومشى ابن حنبل جامعــــاً لحديثه
حتى أتى لإمامها الصنعاني
جذ الحصـــــاد بأجره وتمزقت
بالمشي نعل الماجــد الشيباني
وطوي الإمام الشافعي منازلاً
من أجل بعض مسائل النعمان
وتألق الثوري في زهد وفي
ورع وفي علم وفي عرفـــان
والأصمعي طوي القفار جميعها
لمراد آداب وحـــــسن بيــان
وأقـــــام دهراً سيبويه منقحــاً
لعلومـه في الحضر والبدوان
حتى روي ذاك الكتاب وإنه
أصل الأصول لنحو خير لسان
برع الكسائي باجتهــــــاد دائم
هو واحد القــــراء للفرقــــان
وتفــــرد الزهري بالسنن التي
سارت مسير الشمس في البلدان
وابن المعين إمـــــام كل معدل
علم الـــرواة ومـــاله من ثان
أهدي الخليل النجم نوم عيونه
والعين سفــر ظاهر البرهــــان
وأقام من علم العروض عجائباً
ما كان في خلد ولا حسبـــان
وروي ابن حبان حديث شيوخه
ألفين من شيخ ومن شبان
همم لو أن الدهر يحمل بعضها
لوجدته بالعزم في رجفان
هذا ابن عبد البر في تمهيده
افني ثلاثيناً من الأزمان
وكذا ابن حزم ألمعي زمانه
قد حل في العلياء أي مكان
والظاهري هو النهاية في العلا
بل قدوة لنوابغ الأزمـــان
أما ابن تيميه فأعظم قصة
في الجمع والتحقيق والإتقان
أنفاسه في العلم حتى حدثوا
عن عزمه قاصي الملا والداني
في اليوم يكتب عشر كراس كذا
تعليمه في همــــة وتفان
وله المواقف في الجهاد فسل بها
أهل النقول وحافظي البلدان
هذا البخاري انفق الأوقات في
جمع الحديث وسنة العدناني
ولربما ترك الفراش بليلة
متذكراً ما غاب بالنسيان
قلبي على أهل الحديث وحزبهم
هم صفوة الأخيار كل زمان
كم فيهمو من باذل لرقاده
من أجل قول رسول ذي الفرقان
ومشت العزمات لا يلوي
إلى أهل ولا صحب ولا جيران
ألف النوى حتى كأن رحيله
للبين رحلتـــه إلى الأوطان
يا دمع أسعفني على ذكراهمو
وأهجر قفا نبكي لكل جبان
ذرعوا البلاد وخلفوا أوطانهم
قطعوا القفار بصحبة السرحان
جاعوا فما شبعوا وكل مرادهم
عن سعد عن عمار عن سلمان
واذكر أبا إسحاق من شيراز في
فقه وتأصيل وحسن بيان
مائة من المرات كرر درسه
من قبل شرح فيه للإخوان
ويكرر التنظير ألفا صابراً
مع أنه من ذهن بلا نسيان
تفسيره من حفظه فأعجب له
يا همة تسمو على كيوان
واعرف جلال القدر لابن خزيمة
صافي القريحة فائق الأقران
وأبو الفداء ابن العقيل الحنبلي
حفاظ أنفاس ورب معان
وله الفنون يكون ألف مجلد
من غير ما أملاه في الديوان
بل كان أكل الكعك دون الخبز من
عاداته حفظاً لذي الأزمان
وانظر إلى المزني كرر دهره
سفر الرسالة نسخة الرباني
خمس مئات وهو فيها دائب
من غير ما ملل ولا نكران
أما ابن جوزي الجليل فإنه
قد صاغ ألف مؤلف ببنان
جمع العلوم وجد في تحصيله
حتى دعوه بواعظ البلدان
لا تنس حافظ عصره في مصره
ذا الفتح والتهذيب والميزان
شرح البخاري خير شرح كامل
لا هجرة من بعد فتح ثان
سلم على الذهبي وانظر جده
إذ بز حفظاً سائر القران
وله مع النبلاء تاريخ له
من بعد تحقيق مع الإتقان
هجر الكرى للعلم وهو مثابر
حتى الزواج رماه بالهجران
فأجاد في تأليفه حتى غدا
شمس العلوم وقصة الركبان
هذا السيوطي فاق في تصنيفه
حت لقد قالوا له مئتان
وعلى ابن خلدون تحية شاعر
يا عبقري الدهر نعم البان
لما نفوه أتي بتاريخ له
ذكراه من صنعا إلى تطوان
أما ابن سينا فهو صاحب همة
كالنار في حطب من العيدان
حتى على ظهر البعير تراه في
تأليفه يا صبر شيخ فان
وانظر إلى الرازي في تاريخه
وابن الكثير وصاحب البرهان
والقيم الجوزي وابن دقيقهم
وابن الوزير وبعده الصنعاني
والعالم النحرير صاحب همة
وقادة أعني به الشوكاني
الكل في جلد على تحصيله
متدرعاً بالصبر والسلوان
وأراك في نوم عنيق لاهيا
يا خيبة للفاشل الكسلان
قضيت عمرك في اللذائذ سادرا
يشجيك يا حيران صوت أغان
فاطرح أماني اللهو واصعد واثبا
للمجد وأترك صحبة الولهان
شمر وواصل للمعالي دائباً
واهجر فديت وساوس الشيطان
واحفظ زمانك واحترس من فوته
وذاكر إذا ما صرت في الأكفان
وانظر إلى القمري اصبح غاديا
في نيل رزق ليس بالمتوان
والنمل ما عرف النكوص ولم يزل
متوثبا في الصحراء والصوان
والنحل مص رحيقه من زهرة
متوثبا في الصخر والصوان
والنحل مص رحيقه من زهرة
والباز خلف الصيد في طيران
والسهم لولا وثبه من قوسه
لم يلق صيدا وهو في القضبان
السيل لولا زحفـــــه بتــــدفـق
ما كان يدعي هادم الجدران
والليث لما هاج عفر بالردي
ظبياً وأهدي الموت للثيران
والذئب لما هاج في أوطانه
حاز الكباش وفاز بالحملان
والشمس لو بقيت لمل مقامها
والماء أن يركد فغير مصان
والريح لو سكنت لما أهدت لنا
أرج الزهور ونفحة الريحان
والبدر لو لزم المقام ببرجه
ما كان حاز المدح من إنسان
حتى الذباب له طنين زائد
كزئير ليث فاتك غضبان
لو لا اشتعال النار فيما جاورت
لم تسم عن ترب وعن دخان
والعود لو لزم المقام بأرضه
حطب يحرق في لظى النيران
در البحور على النحور لأنه
يسعى إلى الغواص بالأحضان
وجواهر التاج المرصع لم يكن
لولا الفؤوس سوي حصى المران
فاكتب لنفسك أنت تاريخا ولا
تذكر لنا الأجداد من أزمان
فالورد من بصل وزهر الروض من
شوك وطيب المسك من غزلان
وبلال عبد وه فينا سيـــــــد
وانظر إلى عمار أو سلمان
وعطاء مولي والصقلي الذي
عمر الديار يعد نسل قيان
ما ضرهم إن فاتهم نسب العلا
بنفوسهم فاقوا بني الإنسان
كم فاشل في عمره من أسرة
مرموقة في المجد والسلطان
لم يغنه نسب ولو آباؤه
من آل هاشم درة الأزمان
لكن نفس النذل لم تصعد به
كبلال في فضل وفي إيمان
لا تألف العمل المباح فإنه
شرف الحياة ومفخر الشبان
يغنيك عن فسل بحيل فاجر
ويكف وجهك عن رفيق هوان
حمل الصخور أخف من حمل الأذى
من مــانع لعطائه منان
قم فاطلب الأرزاق من أبوابها
لو أنها في الصين واليابان
بكر لكسب القوت واحرص أن تكن
ذا نية لتثاب من ديـــان
ودع التكبر فالحلال عبادة
لو كنت تطلي الإبل بالقطران
أو كنت تبني حائطا وتجذ من
نخل وتسقي الزهر في البستان
يكفيك في شرف المقام بمهنة
الأنبياء رعوا قطيع الضان
داود حداد ويوسف تاجر
إدريس خاط غلائل القمصان
والخضر طاف الأرض يعبد ربه
وانظر مزيد الفضل عن لقمان
أو ما تري الفراء وهو مبجل
كانت صناعته جلود الضان
وانظر إلى الزجاج وهو إمامنا
في النحو كان مزين الألوان
وكذا ابن زيات الوزير محمد
قد باع زيت الناس في بغدان
وأبو حنيفة كان بزارا وذا
كابن المبارك تاجر الرضوان
وأعوذ بالله الكريم إلهنا
من عاجز في الناس أو كسلان
أو باطل أو عاطل أو فارغ
راس الأماني مال كل جبان
جلسوا مع الأشرار في أوهامهم
فبلوا بكل وساوس الشيطان
بل قال وليم جمس إن فراغنا
كبسول موت في يد الشبان
وانظر نيوتن عبقري زمانه
ما كان يترك شغله لثواني
حتى أتي بعجائب وغرائب
علم الرياضيات والحسبان
واذكر انشتاين يعقد نسبة
هي آية في علم أهل الشان
وكذا أبو إسحاق من نيرون في
يوم الوفاة يجد في الإتقان
وأذكر لنا أدسون يوم صراعه
في الكهرباء بحرقة وتفان
عشر من الآلاف جرب فكره
في شغل تيار من النيران
وآعجب للنكون من رئيس بارع
نشر العدالة وهو أمريكاني
قد كان يقرأ فوق ظهر حصانه
في موكب كالبحر في الهيجان
وغدا تشرشل وهو رهن فراشه
من المع الحكام للرومان
هذا وهم لا يطلبون الأجر من
رب الوجود مصور الإنسان
لكنهم أنفوا فوات زمانهم
من غير ما جهد ولا إتقان
ملؤوا المكان صناعة وزراعة
وبراعة في السفح والوديان
وصلوا إلى المريخ حتى أنزلوا
في أرضه سفنا بلا إنسان
واعجب معي من ثورة هدارة
دلفت كموج البحر من يابان
وبني قومي في سبات منامهم
يا حيرة للخامل الحيران
خف الحديث لهم فأصبح همهم
في سهرة ولذائذ وأمان
واطلب بجدك كل علم نافع
واحرص عليه غاية الإمكان
قيد وذاكر واستفد واكتب ولا
تكسل عن التكرار كل أوان
لو كنت تعلم ما النتائج لم تنم
إلا كنوم الذئب بين الضان
أتقن إذا ما رمت شغلا إنه
لا خير في عمل بلا إتقان
لا تتركن أمراً يحل بيومه
لغد فإن غدا لشغل ثان
عن الأهم على المهم مقدم
راع التدرج عند أهل الشان
وعليك بالترتيب واحرص أن تري
وسطا بلا فوت ولا نقصان
في هيئة مقبولة ورزانة
مع خشية في السر والإعلان
عش في حدد اليوم واترك ما مضي
واهجر غدا فاليوم ضيف دان
واحذر فراغك فهو لص جاثم
يدعوك للإهمال والعصيان
عن الفراغ خذيعة لعقولنا
ومحطة للهم والأحزان
واقصد إلى عمل تجيد أداءه
حتى تكون لحسنه متفان
وعليك بالتنويع في الأعمال والأ
قوال والأوضاع والأوزان
فالقلب ذو ملل وحير أن تري
متنقلا بالجد في ألوان
وإذا النجوم تسابقت وتنزلت
كل إليك من المجرة دان
فاختر أشد نجومها نورا ولا
تختار إلا منزل الكيواني
فالليث لا يأكل فريسة غيره
لو بات رهن الجوع في قضبان
والبرق لما علا في جوه
لمحوه بالأبصار في رجفان
والغيم لما اختار عز محله
فاق الجبال كهيئة التيجان
ركب الملوك الخيل لما هملجت
أما الحمير فمركب الكسلان
وانظر إلى الذهب المرصع صابرا
لم ينصهر بحرارة النيران
قد صار أغلي من رموش عيوننا
فاق الحديد التافه الأثمان
قالوا لطير الحش مالك ساقط
قال الهوان على أبي جعلان
ولثعلب قالوا له أو ما تري
ليث العرين الهر والفئران
والسيف لما صار أمضي مضربا
حفظوه في قرب وفي غمدان
أتريد سكني جنة وتنام عن
داعي الصلاة أذاك في إمكان
أتريد أن تحظى بمنزل ماجد
وتظل رهن عزائم الصبيان
أتريد رفقة احمد وصحابه
وأراك رب بلاده وأمان
كلا لقد كذبتك نفسك إنما
هذي الأماني خدعة الشيطان
المجد أقسم لا أساق لفاشل
لو أنه كسري أنو شروان
أما العلا فأبت محبة خامل
لو كان نسل اسكندر اليوناني
وأبي النجاح دخول كل مقصر
لو كان في الأجداد كالنعمان
من غاص في قاع البحار أتي لنا
بالماس والياقوت والمرجان
وأخو الحمول مخدر في بيته
في منزل الأوباش والصبيان
أرني سواعدك القوية انتشي
من حسنها فصريفها قواني
فلرؤية العلماء والعمال وال
ـصناع في عزم وفي إتقان
أشهى إلى من الفنون جميعها
أو صوت غانية وعزف قيان
ولمطرق الحداد أبهى منظراً
من دف ذي طرب على الأوزان
هاتوا طبيبا واحدا متألقا
بجميع من في الأرض من فنان
وخذوا صفوف العابثين جميعهم
لمهندس في أرضنا يقظان
لو أن أهل الغرب كانوا مثلنا
في الرقص والتهريج والهذيان
ما سيروا طيارة وسفينة
أو أرسلوا الصاروخ كالبركان
أسفا على قومي وهم أحفاد من
شادوا صروح المجد في البلدان
كنا بحارا في البحار وربما
صارت منائرنا ندا الرحمان
من غيرنا كشف الظلام ولم نكن
إلا نجوم سماء كل زمان
بالليل رهبان وعند لقـــــائنا
لعدونا من أشجع الشجعان
حتى تركنا المجد يهتف صارخا
أين الألى ملكوا يدي ولساني
يا ألف أغنية تخدر جيلنا
يا ألف فلم خائب فتان
هب لي دماغا زاكيا لأري به
صنع الخبير الواحد المنان
وخذ الألوف إليك من أوطاننا
من غير ما عوض ولا أثمان
رفعوا لنا الأسعار في تعدادهم
بل أكسدوا حتى الهواء الداني
عدد الحصى والرمل في تعدادهم
لكنهم كالريش في الميزان
نستورد المصنوع والمزروع وال
ـمنسوج حتى جزمة الوالدان
القدر من روما وصحن طعامنا
من لندن والرز من باكستاني
والثوب من أثينا وختم شماغنا
بســـويســرا والخبز من يوناني
ونقول نحن أجل وطأ الثري
وطأ الثـريا غيــرنا بثمــــار
هل كوكب الشرق استردت قدسنا
أو حــل في المريـخ دان دانـــــي
والحمد لله أولاً وآخراً وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فهذه قصيدة لكل موهوب، ومنظومة لكل طموح، تقول له: هيا إلى المجد يا ابن الجد، وأقبل إلى المعالى، واهجر الكرى، وفارق الكسل، واصعد سلم الإبداع، وترق في درج الكمال، واهتف بقلبك : (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً ).
منظومة للناجحين
الحمـــد للـــه الذي ربانــي
وأزال عن قلبي العمـي وهداني
وأغاثني كرماً وثبت حجـــتي
وأنا رهين الذنب والنقصـــان
ثم الصلاة مع السلام لأحمــــد
خير البرايا من نبي الإنســـان
والآل والصحب الكرام ومن سعي
لسبيله من تابعي الإحســــان
هذي قصيدة كل شهم ناجــــح
ذي همة كالـــكواكب النوراني
لأولي العزائم صغتها وحبكتـــها
تهدي لأهل الفضل من إخواني
يا من أراد المجــــد من أطرافه
وسعي إلى الفردوس والرضوان
اسمع هديت نصائحي واعمل بها
واحرص عليها غـــاية الإمكان
اسمع للفظة سابقوا أو سارعوا
جاءت بنص الوحـــي في القرآن
ويقول أحمد : بادروا بل فاغتنم
خمســـا رواه احمــد الشيباني
والمؤمن الشهم القوي أحب من
عبد ضعيف خـائر الأركـــان
احرص على النفع العظيم أتي به
ابن الحسين العــــالم الرباني
وتعوذ المختـــــار من كسل ومن
عجز رواه عندنا الشيخـــان
هذا رســــــــول الله قــــام لربه
فتفطرت لقيامـــه القدمـــان
وهو الذي ضــــحي بكل حياته
من أجل دين الواحــد الديان
بأبي وأمي خير من وطئ الثري
وتهللت لقدومه الثقـــــــلان
اثر الحــصير بجنبه وقميصه
صوف وتحت حزامه حجران
شتموه بل أدموه وهو مصابر
في همــة ما كـــــان بالمتوان
وضعوا السلى والشوك فوق جبينه
بل من أذاهم ضـاق بالأوطان
وتراه في صبر وعزم راسخ
أقوي على الأبصار من ثهلان
حتى حـــــباه الله أعظم نصره
فاق الخليفة إنســـهم والجــان
واذكر أبا بكر وحسن جهـــاده
وثباته في الســــر والإعـلان
يدعي لأبواب الجنان جميعهـــا
من كثرة الأفـضال والإحسان
في الغار صاحبه وفاز بهجره
حتى أتي في الوحي ذكر الثاني
وانظر إلى الفاروق واعرف قدره
في قوة الإخلاص والإيمان
ورســـوخه في العلم بعـــد جهـاده
في كل موقـــعه مع العـــدناني
وعزوفة عن كل معــــرية ولو
جـاءت إليه بزينة الألـــوان
وبكـائه حـــــتى تبلل خـــده
وصمـوده في حومـــة الميدان
والثالث البر الرشيد تحيتي
تسعي بما يشفي في إلى عثمان
هو منفق الأموال ساعة عسرة
متهجـــــداً في الليل بالقــرآن
ولبئر رومة قصــة محفـــوظة
ولـــه ببنتي أحـــمــد نوران
واذكـــر أبا حسن وبجل قــدره
خير الشيوخ وقدوة الشبـــــان
وهو الذي ذبح الطغـــاة بسيفه
في بدر والأحزاب يوم الشـان
إذ بيته كوخ ومفرشه الحصى
مركوبة في عـــمــره نعلان
وأبي في حـــفظ المثــاني آية
ومعاذ ذو عـــــزم بغير توان
وأبو هريرة جد في طلب العلى
والجوع يصرعه على الجدران
في الحفظ أصبح آية معلومـــة
لا تعتــريه بوادر النسيـــان
أما ابن عباس فاخبر أنه
بلغ المدى في الصبر والإمعان
بل كان ينتظر الصحابة في الضحى
والشمس تصهره بحر دان
من اجل نيل العلم حــــتى حــازه
لســــفــينة الآثار كـالربان
حي العبادلة الكرام وجهـــدهم
في ضبط آثــار وفهم قــران
للعلم سافـــر جــــابر من طيبة
شهراً لمصر بهمة الشجعــــان
وابن المسيب للحديث محصل
يـبـــــقي ثلاثاً ليس بالوسنان
ولمالك صبــــــر الرجال لنيله
أعلى المراتب عند أهل الشـان
ومشى ابن حنبل جامعــــاً لحديثه
حتى أتى لإمامها الصنعاني
جذ الحصـــــاد بأجره وتمزقت
بالمشي نعل الماجــد الشيباني
وطوي الإمام الشافعي منازلاً
من أجل بعض مسائل النعمان
وتألق الثوري في زهد وفي
ورع وفي علم وفي عرفـــان
والأصمعي طوي القفار جميعها
لمراد آداب وحـــــسن بيــان
وأقـــــام دهراً سيبويه منقحــاً
لعلومـه في الحضر والبدوان
حتى روي ذاك الكتاب وإنه
أصل الأصول لنحو خير لسان
برع الكسائي باجتهــــــاد دائم
هو واحد القــــراء للفرقــــان
وتفــــرد الزهري بالسنن التي
سارت مسير الشمس في البلدان
وابن المعين إمـــــام كل معدل
علم الـــرواة ومـــاله من ثان
أهدي الخليل النجم نوم عيونه
والعين سفــر ظاهر البرهــــان
وأقام من علم العروض عجائباً
ما كان في خلد ولا حسبـــان
وروي ابن حبان حديث شيوخه
ألفين من شيخ ومن شبان
همم لو أن الدهر يحمل بعضها
لوجدته بالعزم في رجفان
هذا ابن عبد البر في تمهيده
افني ثلاثيناً من الأزمان
وكذا ابن حزم ألمعي زمانه
قد حل في العلياء أي مكان
والظاهري هو النهاية في العلا
بل قدوة لنوابغ الأزمـــان
أما ابن تيميه فأعظم قصة
في الجمع والتحقيق والإتقان
أنفاسه في العلم حتى حدثوا
عن عزمه قاصي الملا والداني
في اليوم يكتب عشر كراس كذا
تعليمه في همــــة وتفان
وله المواقف في الجهاد فسل بها
أهل النقول وحافظي البلدان
هذا البخاري انفق الأوقات في
جمع الحديث وسنة العدناني
ولربما ترك الفراش بليلة
متذكراً ما غاب بالنسيان
قلبي على أهل الحديث وحزبهم
هم صفوة الأخيار كل زمان
كم فيهمو من باذل لرقاده
من أجل قول رسول ذي الفرقان
ومشت العزمات لا يلوي
إلى أهل ولا صحب ولا جيران
ألف النوى حتى كأن رحيله
للبين رحلتـــه إلى الأوطان
يا دمع أسعفني على ذكراهمو
وأهجر قفا نبكي لكل جبان
ذرعوا البلاد وخلفوا أوطانهم
قطعوا القفار بصحبة السرحان
جاعوا فما شبعوا وكل مرادهم
عن سعد عن عمار عن سلمان
واذكر أبا إسحاق من شيراز في
فقه وتأصيل وحسن بيان
مائة من المرات كرر درسه
من قبل شرح فيه للإخوان
ويكرر التنظير ألفا صابراً
مع أنه من ذهن بلا نسيان
تفسيره من حفظه فأعجب له
يا همة تسمو على كيوان
واعرف جلال القدر لابن خزيمة
صافي القريحة فائق الأقران
وأبو الفداء ابن العقيل الحنبلي
حفاظ أنفاس ورب معان
وله الفنون يكون ألف مجلد
من غير ما أملاه في الديوان
بل كان أكل الكعك دون الخبز من
عاداته حفظاً لذي الأزمان
وانظر إلى المزني كرر دهره
سفر الرسالة نسخة الرباني
خمس مئات وهو فيها دائب
من غير ما ملل ولا نكران
أما ابن جوزي الجليل فإنه
قد صاغ ألف مؤلف ببنان
جمع العلوم وجد في تحصيله
حتى دعوه بواعظ البلدان
لا تنس حافظ عصره في مصره
ذا الفتح والتهذيب والميزان
شرح البخاري خير شرح كامل
لا هجرة من بعد فتح ثان
سلم على الذهبي وانظر جده
إذ بز حفظاً سائر القران
وله مع النبلاء تاريخ له
من بعد تحقيق مع الإتقان
هجر الكرى للعلم وهو مثابر
حتى الزواج رماه بالهجران
فأجاد في تأليفه حتى غدا
شمس العلوم وقصة الركبان
هذا السيوطي فاق في تصنيفه
حت لقد قالوا له مئتان
وعلى ابن خلدون تحية شاعر
يا عبقري الدهر نعم البان
لما نفوه أتي بتاريخ له
ذكراه من صنعا إلى تطوان
أما ابن سينا فهو صاحب همة
كالنار في حطب من العيدان
حتى على ظهر البعير تراه في
تأليفه يا صبر شيخ فان
وانظر إلى الرازي في تاريخه
وابن الكثير وصاحب البرهان
والقيم الجوزي وابن دقيقهم
وابن الوزير وبعده الصنعاني
والعالم النحرير صاحب همة
وقادة أعني به الشوكاني
الكل في جلد على تحصيله
متدرعاً بالصبر والسلوان
وأراك في نوم عنيق لاهيا
يا خيبة للفاشل الكسلان
قضيت عمرك في اللذائذ سادرا
يشجيك يا حيران صوت أغان
فاطرح أماني اللهو واصعد واثبا
للمجد وأترك صحبة الولهان
شمر وواصل للمعالي دائباً
واهجر فديت وساوس الشيطان
واحفظ زمانك واحترس من فوته
وذاكر إذا ما صرت في الأكفان
وانظر إلى القمري اصبح غاديا
في نيل رزق ليس بالمتوان
والنمل ما عرف النكوص ولم يزل
متوثبا في الصحراء والصوان
والنحل مص رحيقه من زهرة
متوثبا في الصخر والصوان
والنحل مص رحيقه من زهرة
والباز خلف الصيد في طيران
والسهم لولا وثبه من قوسه
لم يلق صيدا وهو في القضبان
السيل لولا زحفـــــه بتــــدفـق
ما كان يدعي هادم الجدران
والليث لما هاج عفر بالردي
ظبياً وأهدي الموت للثيران
والذئب لما هاج في أوطانه
حاز الكباش وفاز بالحملان
والشمس لو بقيت لمل مقامها
والماء أن يركد فغير مصان
والريح لو سكنت لما أهدت لنا
أرج الزهور ونفحة الريحان
والبدر لو لزم المقام ببرجه
ما كان حاز المدح من إنسان
حتى الذباب له طنين زائد
كزئير ليث فاتك غضبان
لو لا اشتعال النار فيما جاورت
لم تسم عن ترب وعن دخان
والعود لو لزم المقام بأرضه
حطب يحرق في لظى النيران
در البحور على النحور لأنه
يسعى إلى الغواص بالأحضان
وجواهر التاج المرصع لم يكن
لولا الفؤوس سوي حصى المران
فاكتب لنفسك أنت تاريخا ولا
تذكر لنا الأجداد من أزمان
فالورد من بصل وزهر الروض من
شوك وطيب المسك من غزلان
وبلال عبد وه فينا سيـــــــد
وانظر إلى عمار أو سلمان
وعطاء مولي والصقلي الذي
عمر الديار يعد نسل قيان
ما ضرهم إن فاتهم نسب العلا
بنفوسهم فاقوا بني الإنسان
كم فاشل في عمره من أسرة
مرموقة في المجد والسلطان
لم يغنه نسب ولو آباؤه
من آل هاشم درة الأزمان
لكن نفس النذل لم تصعد به
كبلال في فضل وفي إيمان
لا تألف العمل المباح فإنه
شرف الحياة ومفخر الشبان
يغنيك عن فسل بحيل فاجر
ويكف وجهك عن رفيق هوان
حمل الصخور أخف من حمل الأذى
من مــانع لعطائه منان
قم فاطلب الأرزاق من أبوابها
لو أنها في الصين واليابان
بكر لكسب القوت واحرص أن تكن
ذا نية لتثاب من ديـــان
ودع التكبر فالحلال عبادة
لو كنت تطلي الإبل بالقطران
أو كنت تبني حائطا وتجذ من
نخل وتسقي الزهر في البستان
يكفيك في شرف المقام بمهنة
الأنبياء رعوا قطيع الضان
داود حداد ويوسف تاجر
إدريس خاط غلائل القمصان
والخضر طاف الأرض يعبد ربه
وانظر مزيد الفضل عن لقمان
أو ما تري الفراء وهو مبجل
كانت صناعته جلود الضان
وانظر إلى الزجاج وهو إمامنا
في النحو كان مزين الألوان
وكذا ابن زيات الوزير محمد
قد باع زيت الناس في بغدان
وأبو حنيفة كان بزارا وذا
كابن المبارك تاجر الرضوان
وأعوذ بالله الكريم إلهنا
من عاجز في الناس أو كسلان
أو باطل أو عاطل أو فارغ
راس الأماني مال كل جبان
جلسوا مع الأشرار في أوهامهم
فبلوا بكل وساوس الشيطان
بل قال وليم جمس إن فراغنا
كبسول موت في يد الشبان
وانظر نيوتن عبقري زمانه
ما كان يترك شغله لثواني
حتى أتي بعجائب وغرائب
علم الرياضيات والحسبان
واذكر انشتاين يعقد نسبة
هي آية في علم أهل الشان
وكذا أبو إسحاق من نيرون في
يوم الوفاة يجد في الإتقان
وأذكر لنا أدسون يوم صراعه
في الكهرباء بحرقة وتفان
عشر من الآلاف جرب فكره
في شغل تيار من النيران
وآعجب للنكون من رئيس بارع
نشر العدالة وهو أمريكاني
قد كان يقرأ فوق ظهر حصانه
في موكب كالبحر في الهيجان
وغدا تشرشل وهو رهن فراشه
من المع الحكام للرومان
هذا وهم لا يطلبون الأجر من
رب الوجود مصور الإنسان
لكنهم أنفوا فوات زمانهم
من غير ما جهد ولا إتقان
ملؤوا المكان صناعة وزراعة
وبراعة في السفح والوديان
وصلوا إلى المريخ حتى أنزلوا
في أرضه سفنا بلا إنسان
واعجب معي من ثورة هدارة
دلفت كموج البحر من يابان
وبني قومي في سبات منامهم
يا حيرة للخامل الحيران
خف الحديث لهم فأصبح همهم
في سهرة ولذائذ وأمان
واطلب بجدك كل علم نافع
واحرص عليه غاية الإمكان
قيد وذاكر واستفد واكتب ولا
تكسل عن التكرار كل أوان
لو كنت تعلم ما النتائج لم تنم
إلا كنوم الذئب بين الضان
أتقن إذا ما رمت شغلا إنه
لا خير في عمل بلا إتقان
لا تتركن أمراً يحل بيومه
لغد فإن غدا لشغل ثان
عن الأهم على المهم مقدم
راع التدرج عند أهل الشان
وعليك بالترتيب واحرص أن تري
وسطا بلا فوت ولا نقصان
في هيئة مقبولة ورزانة
مع خشية في السر والإعلان
عش في حدد اليوم واترك ما مضي
واهجر غدا فاليوم ضيف دان
واحذر فراغك فهو لص جاثم
يدعوك للإهمال والعصيان
عن الفراغ خذيعة لعقولنا
ومحطة للهم والأحزان
واقصد إلى عمل تجيد أداءه
حتى تكون لحسنه متفان
وعليك بالتنويع في الأعمال والأ
قوال والأوضاع والأوزان
فالقلب ذو ملل وحير أن تري
متنقلا بالجد في ألوان
وإذا النجوم تسابقت وتنزلت
كل إليك من المجرة دان
فاختر أشد نجومها نورا ولا
تختار إلا منزل الكيواني
فالليث لا يأكل فريسة غيره
لو بات رهن الجوع في قضبان
والبرق لما علا في جوه
لمحوه بالأبصار في رجفان
والغيم لما اختار عز محله
فاق الجبال كهيئة التيجان
ركب الملوك الخيل لما هملجت
أما الحمير فمركب الكسلان
وانظر إلى الذهب المرصع صابرا
لم ينصهر بحرارة النيران
قد صار أغلي من رموش عيوننا
فاق الحديد التافه الأثمان
قالوا لطير الحش مالك ساقط
قال الهوان على أبي جعلان
ولثعلب قالوا له أو ما تري
ليث العرين الهر والفئران
والسيف لما صار أمضي مضربا
حفظوه في قرب وفي غمدان
أتريد سكني جنة وتنام عن
داعي الصلاة أذاك في إمكان
أتريد أن تحظى بمنزل ماجد
وتظل رهن عزائم الصبيان
أتريد رفقة احمد وصحابه
وأراك رب بلاده وأمان
كلا لقد كذبتك نفسك إنما
هذي الأماني خدعة الشيطان
المجد أقسم لا أساق لفاشل
لو أنه كسري أنو شروان
أما العلا فأبت محبة خامل
لو كان نسل اسكندر اليوناني
وأبي النجاح دخول كل مقصر
لو كان في الأجداد كالنعمان
من غاص في قاع البحار أتي لنا
بالماس والياقوت والمرجان
وأخو الحمول مخدر في بيته
في منزل الأوباش والصبيان
أرني سواعدك القوية انتشي
من حسنها فصريفها قواني
فلرؤية العلماء والعمال وال
ـصناع في عزم وفي إتقان
أشهى إلى من الفنون جميعها
أو صوت غانية وعزف قيان
ولمطرق الحداد أبهى منظراً
من دف ذي طرب على الأوزان
هاتوا طبيبا واحدا متألقا
بجميع من في الأرض من فنان
وخذوا صفوف العابثين جميعهم
لمهندس في أرضنا يقظان
لو أن أهل الغرب كانوا مثلنا
في الرقص والتهريج والهذيان
ما سيروا طيارة وسفينة
أو أرسلوا الصاروخ كالبركان
أسفا على قومي وهم أحفاد من
شادوا صروح المجد في البلدان
كنا بحارا في البحار وربما
صارت منائرنا ندا الرحمان
من غيرنا كشف الظلام ولم نكن
إلا نجوم سماء كل زمان
بالليل رهبان وعند لقـــــائنا
لعدونا من أشجع الشجعان
حتى تركنا المجد يهتف صارخا
أين الألى ملكوا يدي ولساني
يا ألف أغنية تخدر جيلنا
يا ألف فلم خائب فتان
هب لي دماغا زاكيا لأري به
صنع الخبير الواحد المنان
وخذ الألوف إليك من أوطاننا
من غير ما عوض ولا أثمان
رفعوا لنا الأسعار في تعدادهم
بل أكسدوا حتى الهواء الداني
عدد الحصى والرمل في تعدادهم
لكنهم كالريش في الميزان
نستورد المصنوع والمزروع وال
ـمنسوج حتى جزمة الوالدان
القدر من روما وصحن طعامنا
من لندن والرز من باكستاني
والثوب من أثينا وختم شماغنا
بســـويســرا والخبز من يوناني
ونقول نحن أجل وطأ الثري
وطأ الثـريا غيــرنا بثمــــار
هل كوكب الشرق استردت قدسنا
أو حــل في المريـخ دان دانـــــي
والحمد لله أولاً وآخراً وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ممتاز
ردحذف